[مجموعة قصصيّة]

محمّد العريبي
ح.1334 / 1915 تونس العاصمة  -  1366 / 1946 باريس

أديب تونسي نشأ بمنطقة باب العسل، توفّي أبوه الذي كان مُوظَّفا وتركه طفلا. التحق بكتّاب سيدي الفهّام بباب منارة ثم بالمدرسة الفرنسيّة العربيّة، وآل به الأمر إلى جامع الزيتونة. غير أنّه لم يلبث أن انقطع عن الدراسة وظلّ مواكبا للحياة الأدبيّة. اشتغل في محلّ تجاريّ ولازم جماعة تحت السور بباب سويقة. بدأ النّشر سنة 1934 بنصّ شعريّ بعنوان "موت قلب". التحق بمجلة العالم الأدبي صحفيّا وزاول الكتابة في صحف هزليّة منها جريدة "صبرة" . سجن إثر أحداث 9 أفريل 1938 . ترك الشّعر بعد الإفراج عنه وأخذ يكتب القصّة ابتداء بـ"عزيزة" التي نشرت سنة 1935. كما نشر أقاصيصه في عدد من الصّحف. عمل بالإذاعة ( تونس ، ثمّ ب برازافيل سنة 1945، ثمّ ب باريس ). توفّي في ظروف غامضة ب باريس يوم 24 ديسمبر 1946. تميّز أدبه بالسّخرية والتمرّد.


من مؤلّفاته

[مجموعة قصصيّة] موت قلب عزيزة قلب للكراء حوار في الظّلام عشرة فرنكات غيرة


المزيد من المعطيات على الموسوعة التونسيّة
تقديم النّص

نشر محمّد العريبي أقاصيص بين سنتي 1935 و1945 في صحف منها العالم الأدبي و تونس و السرور و السّردوك و الزّمان و المباحث . تتميّز هذه النصوص التي يتفاوت حظّها من الفنّ بأنها تدور إجمالا في حاضرة تونس. وتوظّف شخصيّات من أوساط الناس. واللافت حضور المرأة التي تكاد لا تخلو منها أقصوصة. إلا أنّها في كثير من الأحيان غانية ( عزيزة ، قلب للكراء ، حوار في الظلام ، عشرة فرنك ، غيرة ) أو فتاة لعوب (« ڤشّع روّح »، « غنّي لي »، « شيري ») أو ضحيّة مغرّر بها (« ليلة 27 ») أو مثيرة (« النهد المحرّم ») أو منفّرة لخُرْقها ونزقها (« بنات اليوم »). والطريف أنّ هذه الشخصيات، تحظى بتعاطف المؤلف بعيدا عن الإدانة الأخلاقية.

وتبدو رغبة العريبي في التجديد من خلال استعمال العامّيّة بشكل مكثّف، وتجريب شكل الرسالة والمذكّرات وصيغة التحقيق (« في المطعم »)، مع وجود شخصيّات متكرّرة الظهور في أكثر من نصّ (منجيّة في « هو »، و« ڤشّع روّح ») مما دعا بعض الدّارسين إلى افتراض أنّها رواية مجهضة. ويبقى البعد السِّيرَذَاتِيّ واضحا في الكثير من هذه النصوص (« جيب فارغ وقلب ملآن » و« في المطعم ») وخصوصا في أقصوصة الرّماد التي تُصوّر طرفا من حياة العريبي في برازافيل .

جمع هذه الأقاصيص (سبع عشرة أقصوصة) وقدّم لها محمد الهادي بن صالح في كتاب بعنوان الرّماد صدر ضمن منشورات مجلّة قصص بتونس سنة 1986، أي بعد مرور أربعين سنة على وفاة صاحبها.

تعديل الجذاذة
شواهد
نشرت أقصوصة "الرماد" بمجلة المباحث العدد 10.السلسلة الجديدة . الصادرة في شهر جانفي 1945. (محمد العريبي، "الرماد"، ص ص 107-110)

لقد عاودني نفس هذا الشعور ساعة فارقتني هذه المرأة التي لا أعرف عنها سوى أنّها ترقص وهي جالسة مع "فارس" خياليّ من رماد. ولولا بقيّة باقية من كبرياء، بل لولا بقية من نفاق الكبار لملأتُ قاعة الرقص تلك الليلة بكاء وعويلا مثلما فعلتُ وأنا طفل.

نشرت أقصوصة "جيب فارغ وقلب ملآن" بجريدة الزمان .السنة 12. العدد 4. طبعة جديدة بالصفحة 1و2. الصادرة يوم 15 مارس 1941. (محمد العريبي، الرماد، ص ص 104-106)

لا أدري ما الذي دفع بي إلى مسك القلم وخطّ هاته الأسطر في مثل هاته الساعة المتأخرة من الليل... ربما كان هذا سببه حبّ التقليد الذي يحطّ بالأناسي إلى صفّ القِرَدة ، لأني منذ لحظة كنت أقرأ رواية لأندري جيـد "المزيّفون". وفي هاته الرواية أديب أو قاصّ يكتب مذكّراته، ربما حدا بي الغرور حتّى تصوّرت أني أنا الأديب أو القاصّ يجب أن يكون لي مذكرات... لكن لا، ليس هو الذي دفعني إلى الكتابة. بل هو شيء آخر...

نشرت أقصوصة "تذكرة الترام" بجريدة السردوك . السنة الأولى. العدد8. الصفحة 8. الصادرة يوم الأربعاء 9 جوان 1937. (محمد العريبي، الرماد، ص ص 78-80)

- فين ماشية؟
- لباب سويقة.
- مازال صوردي.
- اللطف . آشبيك ياخي دايخ؟ آهوكم سبعه صوردي كاملين.
- لا . يامّي. ما زال صوردي، على خاطر غلا.
- وووه. حتّى هو غـلا؟ يكبّ سعد العار . لا يا سيدي. وقّف الترمواي متاعك خلّيني نهبط.
وأطاع "الخلاّص" رغبة العجوز فأوقف الترام، ونزلت العجوز وهي تقول:
- يغلّي دمهم كيف ما غلاّوه.

مخطوطات
صور ذات صلة
غلاف كتاب « الرّماد »، من جمع محمّد الهادي بن صالح
Couverture de la publication « al-Ramād »
Cover of the publication « al-Ramād »
معطيات بيبليوغرافيّة
  • محمّد العريبي : الرّماد، جمع محمد الهادي بن صالح، منشورات مجلّة "قصص"، تونس، 1986.
  • دار الثقافة بن رشيق، ذكرى محمد العريبي، 1969.
  • محمّد الجلاصي، محمّد العريبي، كلّيّة الآداب والعلوم الإنسانيّة، 1979.
  • رسالة لنيل شهادة الكفاءة في البحث العلمي.

  • مختار بن عمر، محمد العريبي قصاصا، البراق للنّشر، 2012.
  • زين العابدين السنوسي، صورة حية من كنوز الأدب التونسي: محمد العريبي.
  • M-MSS-0183.

  • محمد صالح الجابري : الشعر التونسي المعاصر - ...1870-1970 ، الشركة التونسية للتوزيع، تونس، 1974.
  • محمد صالح الجابري : القصة التونسية - نشأتها وروادها ، مؤسسات عبد الكريم بن عبد الله،، تونس، 1975.
  • Muḥammad al-Fāḍil Ibn ʿĀšūr : al-Ḥarakat al-ʾadabīyat wa al-fikrīyat fī Tūnis ، Al-dār al-tūnisīyat lil-našr، Tūnis، 1983.
تحرير الجذاذة
(بتصرّف اللّجنة العلميّة)

متحف التراث المكتوب - 2022

Creative Commons logo

نرحّب بملاحظاتكم ومقترحاتكم على العنوان التّالي :