ألّفه أبو بكر عبد الله بن محمّد المالكي، حقّقه بشير البكّوش وراجعه محمّد العروسي المطوي ونشرته دار الغرب الإسلامي في طبعتين صدرت الأولى سنة 1983 والثانية سنة 1994، ويقع في جزأين:
يحتوي الجزء الأوّل على 561 ص، ورد فيه تصدير لمحمّد العروسي المطوي وفصل في فضل إفريقيّة والمنستير وآخر في فضل القيروان ثمّ بسطة عن غزو إفريقيّة واختطاط القيروان ومختلف الولاة الذين تداولوا عليها من معاوية بن حديج إلى حسّان بن النّعمان. وفي أبواب التّراجم بدأ بذكر من دخل إفريقيّة من أصحاب النّبيّ (29 ترجمة)، ثمّ انتقل إلى ترجمة الطبقة الأولى من علماء القيروان الذين دخلوا إفريقيّة (37 ترجمة)، ثمّ ترجم للطبقة الثانية من فقهاء مدينة القيروان وغيرها من البلدان ومحدّثيهم وعبّادهم ونسّاكهم (19 ترجمة)، ثمّ الطبقة الثالثة من فقهاء مدينة القيروان وما يليها من البلدان ومحدّثيهم (40 ترجمة)، ثمّ الطبقة الرّابعة من فقهاء مدينة القيروان وعبّادها وما يليها من بلدان إفريقيّة ومحدّثيهم (21 ترجمة)، لينتهي بالطبقة الخامسة من علماء القيروان وعبّادها وما يتّصل بها من مدنها ومراسيها. يبلغ عدد صفحات الجزء الثاني من الكتاب 619، وخُصّص لتراجم علماء القيروان وإفريقيّة وزهّادهم ونسّاكهم وعددها 106، إلى جانب التراجم العارضة الثلاثة، والفهارس العامّة التّسعة.
فضلا عن العلم والزّهد والنّسك، قسّم المالكي الجزء الأوّل من كتابه إلى 5 طبقات يشترك أصحاب كلّ طبقة منها في الجيل أو السنّ بدءا من الطبقة الأولى التي توفّي أصحابها بين سنة 100 و138هـ، فالطبقة الثانية للمتوفّين منهم في الرّبع الأوّل من النصف الثاني للهجرة، فالطبقة الثالثة للذين توفّوا في الرّبع الأخير من هذا القرن، فالطبقة الرّابعة للمتوفّين خلال النصف الأوّل من القرن الثالث للهجرة، ثمّ الطبقة الخامسة للمتوفّين في النصف الثاني منه. ولا يمثل هذا التقسيم الزمني حاجزا قاطعا بين طبقة وأخرى لأنّنا كثيرا ما نجد تداخلا بين التراجم فيها. قسّم المالكي كلّ طبقة إلى عدّة أصناف مثل التابعين العشرة ومن هم سواهم، ومن دخل منهم إفريقيّة والقيروان ورجع إلى بلده... والمتعبّدين والمتزهّدين والنّساك والفقهاء منهم... أمّا الجزء الثاني فتابع فيه ما بدأه في آخر الجزء الأوّل فترجم لعلماء إفريقيّة والقيروان حسب سنين وفيات المُترجم لهم في 67 طبقة انطلاقا من 289هـ وصولا إلى 356هـ.
"وكان في موضع القيروان حصن لطيف للرّوم يسمّى "قمّونيّة"، وكان فيه كنيسة وفيها السّاريتان الحمروان اللّتان هما اليوم في المسجد الجامع، كانت عليهما حنيتان مبنيتان أقامتا إلى أيّام زيادة الله بن الأغلب، فهدمهما زيادة الله وحملهما إلى المسجد الجامع، فجعلهما في المكان الذي هما فيه اليوم". المالكي، رياض النّفوس، ج. 1، ص. 32.
(ص. 32)"وذكر سُليمان، أنّ أسد بن الفرات سأل مالكا يوما عن مسألة، فأجابه فيها، فزاد أسد في السّؤال، فأجابه، فزاد أسد في السُّؤال، فأجابه، ثمّ زاد، فقال له مالك: "حسبك يا مغربي! إن أحببت الرّأي فعليك بالعراق" المالكي، رياض النّفوس"، ج. 1، ص. 256.
(ص. 256)"أبو عمرو هاشم بن مسرور صاحب الفرن، كان مشهورا بالخير كثير الصّدقة يتصدّق في السّنة بالمال العظيم ويفكّ السّبايا كسبْي تونس وغير ذلك ويزوّدهم من ماله". المالكي، رياض النفوس، ج. 2، ص. 144.
(ص. 144)ألّفه أبو بكر عبد الله بن محمّد المالكي، حقّقه بشير البكّوش وراجعه محمّد العروسي المطوي ونشرته دار الغرب الإسلامي في طبعتين صدرت الأولى سنة 1983 والثانية سنة 1994، ويقع في جزأين.