"... وما مثل تلك الأشجار [ذات الثمار] إلاّ أولئك الأفاضل المتقدّمون الذين تكرّمت بهم بلادك المباركة فازدان بوجودهم قطرُك وعزّ بصداهم وطنك. فاجتهد أيّها الطالب بحرصك وتظافر عزمك على اجتناء الثمار المودعة لك في تلك الأشجار لتحظى بمنزلة الخلف المتفرّع عن جذولها فتنال بذلك الافتخار"
"في سهل فلاة منبسط ككفّ اليد وتحت سماء مستمرّة الصفاء تلوح من بعيد للقادمين مدينة عربيّة مكلّلة بقباب بيض كتُوم النعام مسوّرة بسيران مشرقة تذهل الناظر بهجة وجمالا... تلك هي القيروان! تلك هي المدينة المباركة! تاج البلاد المغربيّة ومذخر الاثار العربيّة (...) وعسى الله يوفّق من شبيبتنا التونسيّة من يخرج هذه الاثار الجليلة ما يخلّد لأمّتنا وله مجدا وفخرا"
"وكثيرا ما كان المعزّ [ابن باديس] يظهر الميل إلى أديب دون آخر أو ينشب بين شاعرين فيقع تنافس أدبيّ ينشأ عنه تسابق في اختراع المعاني وتوليد المبتكرات وحصل بسبب هذه المنافسات نهوض في سوق الأدب وظهرت حركة علميّة فكريّة اجتنت إفريقية من ثمراتها اليانعة ما يحقّق لها الافتخار به. وناهيك بحياة الحسن بن رشيق نموذجا لهذه النهضة إذ كان من نوابغها المشهورين وأفرادها المعدودين".
عبد الوهّاب، حسن حسني، 1912: بساط العقيق في حضارة القيروان وشاعرها ابن رشيق، تونس، المطبعة التونسيّة – سوق البلاط. (الطبعة الأولى).
عبد الوهّاب، حسن حسني، 1970: بساط العقيق في حضارة القيروان وشاعرها ابن رشيق، تونس، مطبعة المنار. (الطبعة الثانية).
عبد الوهّاب، حسن حسني، 2009: بساط العقيق في حضارة القيروان وشاعرها ابن رشيق، تونس - قرطاج، بيت الحكمة. (الطبعة الثالثة).