هذه المعطيات وقتيّة في انتظار المصادقة عليها !

الخيال الشّعريّ عند العرب

أبو القاسم الشّابي
1909 توزر  -  1934 تونس العاصمة

وُلد بالجنوب التّونسيّ (ضاحية الشّابّيّة بتوزر) سنة 1909، وانتقل مع والده الذي كان قاضِيا في الكثير من مناطقِ البلاد، ثمّ أقامَ بتونس للدِّراسة بالزّيتونة، ثمّ المدرسة الحقوقيّة. عُمُره كان قصيرا، فقد تُوفِّي بمرض القلب وله 25 عامًا، ولكنّ مكانتَهُ الشّعريّةَ كبيرةٌ في تونس والمشرق. ومن أبياتهِ الثّوريّة الخالدَة التي ضُمَّت إلى النَّشيد الرّسميّ التّونسيّ : إِذَا الشّعبُ يَومًا أَرَادَ الحَيَاة ** فَلا بُدَّ أَنْ يَستَجِيبَ القَدَرْ !


من مؤلّفاته

مذكّرات الشابي أغاني الحياة الخيال الشّعريّ عند العرب الرّسائل


المزيد من المعطيات على الموسوعة التونسيّة
تقديم النّص
هي مُسامرة ألقاها الشابّي بقاعة الخلدونيّة سنة 1348 هـ/1929 م. ونشرها زين العابدين السنوسي في "دار العرب" مطبعته أشهرا بعد إلقائها سنة 1930. وأصبح الناس وعلى رأسهم الشابي لا يتحدث عنها إلا بأنّها كتاب وبهذه الصفة كانت إهداءاته لمعارفه وأصدقائه في الداخل والخارج. ومسألة العلاقة بين المُسامرة والكتاب وقع الركون فيها إلى الثقة بما قال الشابي نفسه وإن كان من الصّعب اليوم أن نتصوّر مسامرة تزيد صفحاتها على مائة صفحة (ط. مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، 1994) تُلقى دفعة واحدة بأفكارها وشواهدها وأشعارها الكثيرة ويصبر الناس على صاحبها الساعات الطوال دون كلل أو ملل مهما كانت قيمة ما يقال. منذ أُلْقِيت المحاضرة/المسامرة اختصرتها الأوساط الأدبيّة والفكريّة المناوئة والمناصرة في جدول أصبح نقطة الشّدّ الرئيسيّة لما أنجز من دراسات من الثلاثينات إلى اليوم. فالمناوئون اعتبروها تطاولا وجرأة "آثمة" على ماضي العرب المجيد في منجزه الأدبي الذي كان الشعر عنوانه وديوانه، والمناصرون رأوا "الشابي" في موقف الابن المتحمّس في إظهار عيوب آن زمن هتكها" مندّدين بالحجر على الأفكار بدون استثناء متى كان صاحبها "يبذل جهده ليصلح ويرشد". وطغيان هذا الجدول حجب مسائل مهمّة لم يولها الدّارسون من العناية ما تستحق وأوّلها موضوع المحاضرة نفسه وهو "الخيال الشّعريّ ". وليس من الهيّن محاصرة المفهوم ورسم حدوده بوضوح. والدّراسات التي تناولت هذا الجانب وبعضها قام به نقّاد مرموقون لم تحسم الحديث فيه لأنّها بقيت في دائرة المقارنة بينه ونص تونسي آخر ظهر قبله بسبع سنوات للخضر حسين والمراهنة على كشف الغطاء عن العلاقة بينهما هل هي علاقة اتباع ومجاراة أم علاقة اعتراض ومجاوزة. في حين تبدو علاقة نصّ الشابي بشعره أجدر بالاهتمام، لأنّ الخيال عنده يتحرّك في مناطق قصيّة سمّاها "الخيال الشعريّ" وهو مدار حديثه في حين دار أغلب حديث الخضر حسين على ما سمّاه أبو القاسم "الخيال الصّناعيّ". وهذا الخيال الشعريّ كشاف ما لا تراه عين ولا تأتي عليه لغة إلا بهدي منه، ومحرّكه الأساس الحنين إلى زمن البدايات والشّوق إلي صميم الحياة حيث لا يصادف إلا الحقيقة وحيث تنبعث الحياة في الأحياء والجوامد، وبه نقطع تاريخ الإنسان صعدا إلى أصل التّكوين ومغادرة عوالم النّور المطلق والهبوط القاسي إلى عوالم الغربة وحرقة الفرقة. وثانيتها ما أبان عنه الحاضر من قدرة فائقة على بناء نصّه بناء محكم الحلقات يتولّد فيها اللاّحق عن السابق وصولا إلى النتائج التي جاءت فيها الأحكام متراصّة فصيحة لا لفّ فيها ولا دوران. وثالثتها الثقافة الواسعة التي مكّنته من امتحان هذا الخيال عند العرب في جوانب مهمّة من حياتهم الفكريّة والعاطفيّة ومختلف ما يسمح لهم بالتعرف على "حقائق الكون الكبرى ويتعمّق في مباحث الحياة الغامضة "وهي الأساطير والطبيعة والمرأة والقصّة مرجعه في ذلك الشعر في الغالب الأعمّ. فأتى منه بعيون ما كتب في مراحله المختلفة مشرقا ومغربا وليس أدلّ ذلك من قدرته على إيجاز تاريخ أدوار الشعر في صفحة من كتابه لا تظن أن العرّافين بتاريخ الشّعر العربيّ يحذفون منها أو يزيدون عليها (ص. 121 من طبعة البابطين). ومن مظاهر ثقافته ما أورد من مقارنات بين ما تمّ للعرب في المواضيع التي أجرى في رحابها الخيال وما حصل لغيرهم من الأمم مبرزا الفروق مرفوقة بالأسباب والعلل. ورابعتها وضوح المقاصد والوعي بما سيكون لآرائه من ردود فعل من المناوئين لكلّ جديد الملتفتين إلى أمسهم، وثباته على المبدأ وتمسّكه بما قال وإن عدّه بعضهم خطيئة لا تغتفر. يبدو ذلك جليّا في الإضاءة (ص. 43) والإهداء إلى والده (ص. 45) وفي كلمة المؤلف (ص. 47) التي ألحّ فيها، رغم ما قوبلت به المسامرة من ضجيج، على أنّه قدّمها "للطبع دون أيّ تنقيح أو زيادة أو حذف" وما حديثه عن الآراء التي هي "في حاجة إلى الشرح والبيان والتّعليل، وربّما زيادة التمحيص والبحث إلاّ أسلوب معروف سمّاه القدماء "إرخاء العنان"، يقوله كلّ متكلّم يلقى على الناس جديدا إمّا لا عهد لهم به أو يستثيرهم ويخرجهم من مسلّماتهم وما ألفوا.
تعديل الجذاذة
شواهد
مخطوطات
صور ذات صلة
عنوان الطبعة الأولى من كتاب الصيل الشرقي والدرب لأبو قاسم الشابي. 1929
Vignette de titre de la première édition de Al-ẖyāl al-ššʿrī ʿnd al-ʿrb de Abou Kacem Chebbi. 1929
Title vignette of the first edition of Al-ẖyāl al-ššʿrī ʿnd al-ʿrb by Abou Kacem Chebbi. 1929
معطيات بيبليوغرافيّة
تحرير الجذاذة
(بتصرّف اللّجنة العلميّة)

متحف التراث المكتوب - 2022

Creative Commons logo

نرحّب بملاحظاتكم ومقترحاتكم على العنوان التّالي :