نُور الطَّرْف ونَوْر الظَّرف

إبراهيم أبو إسحاق بن علي بن تميم الحصري القيرواني
 -  413 / 1022

إبراهيم الحُصْريّ القَيروانيّ ، مِن أقرباء عَلِي الحُصْريّ الشاعر المشهور (ت 488 هـ/ 1095 م). يُنسبَان إلى حُصْر وهي قَرية دارِسةٌ قرب القيروان . كان أديبا عالِما بأخبارِ الشّعر والشّعراء وكان مُدرِّسا للأدبِ بين القيرَوان و صبرة المنصوريّة .


من مؤلّفاته

زهر الآداب جمع الجواهر في المُلح والنّوادر المَصونُ في سرّ الهوى المكنون نُور الطَّرْف ونَوْر الظَّرف


المزيد من المعطيات على الموسوعة التونسيّة
تقديم النّص

يسمّى هذا الكتاب أيضا بكتاب النُّوريْن على عادة العرب في الاختزال. ذكره بهذا العنوان ياقوت في معجم الأدباء بمواضع عديدة (ص160، 1588، 2013، 2506)، و الصَّفَدي في الوافي بالوَفَيَات (3/160).

في مقدّمة الكتاب، خاطب الحصريّ شخصا لم يسمّه، بعث إليه برسالة يطلب فيها تأليف « كتاب لطيف » من المختارات. وقد عاد إلى مدح هذا المصّنف إليه والدّعاء له في الخاتمة، بأسلوب يذكّرنا بالصّداقة بين المتحاورين في كتاب المصون في سرّ الهوى المكنون . كما ذكر الحُصْري في مقدّمته أنّه جعل هذا الكتاب كالمختصر لكتابه الأوّل زهر الآداب وثمر الألباب ، ولكنّ المقارنة بينهما لا تجعل الثاني منهما مجرّد نسخة مختزلة من الأوّل، فهذا الجانب لا يكاد يتجاوز الثلث منه، مثلما أثبتت ذلك محقّقة الكتاب، والباقي جديد مختلف.

ومع هذا، يعدّ كتاب النُّورين امتدادا لـ زهر الآداب من أكثر من جهة: فهو أوّلا يعيد بعض أخباره وأشعاره بحسب ما يقتضيه السياق ووفق قاعدة الاستطراد التي تحكم بناء الكتابة قديما، وهو ثانيا يشبهه في استناده إلى سياسة الاختيار التي دأب عليها إبراهيم الحصري ، وهي انتقاء ما يراه أفضل الأخبار وأمتع الأشعار من مدوّنة الأدب القديم، مع حذف للأسانيد، وهو ثالثا يسعى مِثْله إلى إذكاء طبع القارئ وتهذيبه بإطلاعه على « مقطَّعّات أدب كقراضة الذهب، من شذور منثور، وعيون موزون »، وهو رابعا وفيٌّ للأدب المُحْدَث يَذكُر منه أطرافا بالعبارة نفسها وهي « ومن ألفاظ أهل العصر »، عبارة تسِمُ أسلوبه وتكاد تكون له شعارا فتميّزه عن غيره من المؤلّفين. كلّ ذلك يجعل كتاب النُّوريْن يندرج ضمن الأدب الموسوعيّ الذي لا يبلغ غاياته المرصودة بالمفاهيم والتّعريفات وضبط المصطلحات، وإنّما يصل إليها بالأدب نفسه وبإشباع القارئ بمحتواه، وهو ما يسوّغ له سياسته في التّحرير: « فنثرتُ ما سطّرتُ على غير تبويب، وجمعتُ ما صنّفتُ على غير ترتيب، وذلك أقرب لنشاطك، وأوجَب لانبساطك ».

أمّا المادّة الأدبية التي يرويها الحصريّ في الكتاب فهي مشرقيّة أساسا تستقي من تصانيف الجاحظ و الأصفهاني و الثّعالبي وتنتخب من كلام أدباء العصر وشعرائه كالهمذاني و الخوارزمي ، و كابن المعتزّ و أبي فراس و ابن الروميّ ؛ إذ لم يخف المؤلّف إعجابه بالمعاصرين وبـ« الأعاجم » منهم. وترد في الكتاب بعض الأبيات لشعراء من إفر يقيّة منهم الإياديّ و ابن هانئ و النّهشليّ و ابن شرف .

تعديل الجذاذة
شواهد
قال إبراهيم الحصريّ في وصف الرّسالة التي بعث له بها المصنّف إليه، ذاكرا « النُّور والنَّوْر » :

فياله من طِرس، أحيا حُشاشة نفس، وكتاب، أماط مضاضة اكتئاب. فقلت لمّا رأيت ما يكاد يبيضّ الحبر من نوره، ويعبق المسك من كافوره : نقشتَ بحالك الأنقاس نُورا، جلا لعيوننا نَوْرا وزهرا...

" فأجبتُك إلى ما أشرتَ إليه، على ما أحببت َ وآثرت، من غرائب العجائب، وظرائف اللّطائف، وجواهر النّوادر. وقرنت الفصول بالأصول، وضممت الأشعار إلى الأخبار، ورشحتها بالمستندر والمختار من كلام ملوك النّظم والنّثر، من أفراد أهل العصر الذين قهروا السّابقين، وبهروا اللاّحقين، بكريم عنصر البلاغة، وصميم جوهر البراعة، والتهاب الإبريز في إغراب التّطريز...

" فكثير ممّا أوردت عليك من روائع حكمهم وبدائع كلمهم أعاجم، درّت لهم الفصاحة بغير عصاب، وسبقت إليهم الرّجاحة بغير اغتصاب، إذ علموا ما آية معانيها وكيفيّة مبانيها."

مخطوطات
أكثر مخطوطات
معهد المخطوطات العربية
الأدب - 2422 /None
العنوان على المخطوط : نُور الطرف ونَورُ الطرف
مكتبة الإسكوريال
MS 0 /None
العنوان على المخطوط : [كتاب النورين]
مكتبة قوتا (ألمانيا)
MS 0 /None
العنوان على المخطوط : [كتاب النورين]
صور ذات صلة
إبراهيم, الحصري،. s. d. « نور الطرف ونور الظرف ».
Page du manuscrit d'Al Husri : Nūr al-ṭarf wa-nūr al-ẓarf (dar.kawla.gov.sa)
Al Husri manuscript page: Nūr al-ṭarf wa-nūr al-ẓarf (dar.kawla.gov.sa)
معطيات بيبليوغرافيّة

نُور الطَّرْف ونَوْر الظرف: "كتاب النورين"، لأبي اسحاق ابراهيم بن علي الحصري القيرواني؛ تحقيق ودراسة لينة عبد القدوس أبو صالح(بيروت: مؤسسة الرسالة،1996). وهو في الأصل ماجستير في اللغة العربية وآدابها قُدّم بجامعة الملك سعود بالرياض، عام 1989.
وقد اعتمدت الباحثة في تحقيقها ودراستها على مخطوطتين "إحداهما في الأسكوريال، وفيها نقص كبير،والأخرى نسخة جوتا، وفيها سقط في أوراقها لا يسمح بتحقيق الكتاب كاملا."
- خلدون، بشير، الحركة النقدية على أيّام ابن رشيق المسيلي (الجزائر: منشورات وزارة الثقافة، 2007).
- بوده، العيد، منهجية التأليف عند أبي إسحاق إبراهيم الحصري القيرواني (الجزائر: أطروحة دكتوراه بجامعة قاصدي مرباح، ورقلة، 2019)

  • Ibrāhim ibn ʿAlī al- Ḥuṣrī : Zahr al-ādāb wa ṯamar al-albāb ، mufaṣṣal wa maḍbūṭ wa mašrūḥ bi-qalam Zakī Mubārak، Maṭbaʿat͏̈ al-saʿādat͏̈، Miṣr، 1953.
  • علي ابن بسام : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة ، تحقيق إحسان عباس، الدار العربية للكتاب، [Lieu de publication inconnu]، 1981.
  • الشاذلي بو يحيى : الحياة الأدبية بإفريقية في عهد بني زيري - الدولة الصنهاجية، ٣٦٢-٥٥٥[sic]هجري /٩٧٢-١١٦٠م ، naqalahu ilá al-ʻArabīyaẗ Muḥammad al-ʻArabī ʻAbd al-Razzāq، وزارة الثقافة،المجمع التونسي للعلوم والٱداب والفنون، بيت الحكمة، تونس، 1999.
تحرير الجذاذة
(بتصرّف اللّجنة العلميّة)

متحف التراث المكتوب - 2022

Creative Commons logo

نرحّب بملاحظاتكم ومقترحاتكم على العنوان التّالي :