هذه المعطيات وقتيّة في انتظار المصادقة عليها !

مصحف ابن غطّوس

عبدالله بن محمد بن غطّوس
ق. 12 م  - 

عبدالله بن محمد بن علي بن مفرج بن سهل الأنصاري من أهل بلنسية يكنى أبا محمد ويعرف بابن غطوس (كان حيا سنة 558 هـ = 1162 م (تاريخ كتابة المخطوط)، روى عن ابن هذيل هو وأخوه، وشهر بالإتقان لضبط المصاحف وعني بذلك أتم العناية مع براعة الخط وحسنه، يتنافس الناس فيما كتب من ذلك هو وابنه محمد. وذكر المقري التلمساني ابن غطوس في معرض حديثه عن الخط الأندلسي فقال : "أمّا أصول الخطّ المشرقي وما تجد له في القلب واللحظ من القبول فمسلّم له، لكن خطّ الأندلس الذي رأيته في مصاحف ابن غطوس الذي كان بشرق الأندلس وغيره من الخطوط المنسوبة عندهم له حسن فائق ، ورونق آخذ بالعقل، وترتيب يشهد لصاحبه بكثرة الصبر والتجويد".


من مؤلّفاته

مصحف ابن غطّوس


تقديم النّص
مصحف قرآن تام على الرقّ، خطه أندلسي واضح، على قاعدة الخط الكوفي في التمديد الأفقي، حبره أسود باهت أضعفه الزمن. شكله مربع تقريبا ( مقاسه 170× 180 مليمتر) بخلاف ما كانت عليه المصاحف القرآنية عموما وخاصة المشرقية التي عرفت بشكلها المستطيل. تميّز مطلع المخطوط بالزخرفة المتنوّعة فقد كتب عنوانا سورة الفاتحة وسورة البقرة وعدد آياتها بخط كوفي وليس أندلسي، لونه مذهّب داخل إطار مستطيل تحيط به ظفيرة، وبجانبه زخرفة نباتية مورقة على شكل دائرة، مزوّقة بألوان ذهبية وحمراء وخضراء وزرقاء. أما بقية عناوين السوّر فقد كتبت بخط كوفي، لونه مذهب ومحدّد بلون أسود رفيع دون وجود إطار. وبجانب العناوين على الحاشية اليمني أو اليسرى أضيفت زخرفة على شكل دائرة تحمل زخرفة هندسيّة ونباتيّة. واتخذت هذه الزخرفة بعدا وظيفيا إلى جانب بعدها الجمالي، فهي بمثابة الإشارات أو العلامات المحدّدة لنهايات الآيات أو الأحزاب أو الأجزاء. واستعملت ألوان مختلفة للإعجام أو الشكل، إضافة للحركات الصوتية: فكان الأزرق للتّضعيف والسّكون، اللون الأحمر للنّصب و الرّفع والمدّ. وبالتالي لم يستعمل اللون فقط لمجرد التزويق والزّينة إنما يساعد القارئ على ترتيل القرآن ترتيلا سليما. وكتب حرد المصحف داخل إطار أفقي مستطيل تحيط به ظفيرة، وبجانبه زخرفة نباتية على شكل دائرة. وقد تضمّن تاريخ النسخ واسم الناسخ ومن طلب إنجاز المصحف. شواهد نص الحرد: "تم جميع المصحف بحمد الله وعونه وصلى الله على محمد وآله وسلم، أقامه لنفسه ياسين بن ياسين نفعه الله به، وكتبه وذهّبه عبد الله بن محمد بن علي بمدينة بلنسية حرسها الله سنة ثمان وخمسين وخمسمائة (558 هـ = 1162 م)". حفظ المخطوط بين دفتي جلد مدبوغ بالأخضر، ازدانت أركانه الأربعة بزخرفة مضغوطة وتتوسّطه ترنجة، مزوّقة بأشكال نباتيّة من زهور وأغصان رقيقة ومتشابكة، وهو موصول بلسان. وأورد حسن حسني عبد الوهاب بخط يده في ورقات المخطوط الأولى، أنه من غير المستبعد أن يكون هذا المخطوط قد جلب من بلنسية إلى تونس بواسطة الحافظ ابن الأبار الذي كان له علاقة وطيدة بعائلة ابن غطوس في الأندلس، ثم هاجر منها واستقر بتونس وكانت وفاته بها سنة 658 هجري.
تعديل الجذاذة
شواهد
مخطوطات
صور ذات صلة
معطيات بيبليوغرافيّة

مصحف قرآن تام على الرقّ، خطه أندلسي واضح، على قاعدة الخط الكوفي في التمديد الأفقي، حبره أسود باهت أضعفه الزمن. شكله مربع تقريبا ( مقاسه 170× 180 مليمتر) بخلاف ما كانت عليه المصاحف القرآنية عموما وخاصة المشرقية التي عرفت بشكلها المستطيل.
التكملة لكتاب الصلة، ابن الأبار، تحقيق عبد السلام الهراس، ج2، ص 263، دار الفكر، بيروت، 1995.
نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، أحمد بن محمد المقري التلمساني، ج4، ص4، تحقيق يوسف الشيخ محمد البقاعي، دار الفكر، بيروت، 2016.

تحرير الجذاذة
(بتصرّف اللّجنة العلميّة)

متحف التراث المكتوب - 2022

Creative Commons logo

نرحّب بملاحظاتكم ومقترحاتكم على العنوان التّالي :